وأنت تسير بشوارع مدينتي الحالمة “أبها” التي يكسوها الضباب باكرا ، وتلتف حول أرجاءها أشعة الشمس الباردة في الصباح سيقطع استمتاعك هذا بتلك الأجواء الساحرة حفر الشوارع التي ما تلبث إلا وتحول كل ما حولك في السيارة إلى فوضى عارمة لا تستطيع معها سوى الوقوف حائرا بين ما تبقى في كوب القهوة الذي تحمله بيدك وما عليك الانتباه إليه أمامك من مفاجئات جديدة في الطريق .
المطبات والحفر بشوارع أبها وأحياءها أصبحت محل انزعاج المواطنين مؤخرا بصورة ملحوظة ومحط شكاواهم المتكررة فلا يخلو طريق من حفر ومطبات ومشاريع فاشلة كانت لردم حفر فأصبحت مطبات ، أو كانت لتعديل طريق فأضحت ردما لمعالمه ، وعلى الرغم من معرفة إدارة الطرق وأمانة المنطقة بتكرر تلك الشكاوى من المواطنين ومرور المسئولين بهذه الجهات بذات الطرق التي نمر بها ليل نهار إلا أنه حتى الآن لم يحدث أي حل لتلك المشكلة .
حل مشكلة الحفر وتعرج الشوارع ليس طلبا مترفا نريد من خلفه الاستمتاع بنعومة السير من وإلى وجهاتنا دون أن تتغير ملامح ما حولنا في السيارات مع إنه وإن كان كذلك فإنه من حقنا ، إلا أن المشكلة أصبحت ذات أبعاد مؤذية كبيرة على الكثيرين من مرضى وأشخاص أجروا عمليات جراحية ونساء حوامل مما يصعب فيها المجازفة بتحريكهم بقوة كبيرة في تلك الطرق أثناء ذهابهم إلى المستشفى أو إلى المنزل أو أي مكان ، بالإضافة إلى الضرر الكبير الذي يلحق بمحركات السيارات وأجزاءها نتيجة مرورها المتكرر من طرق غير صالحة للسير عليها بأمان ، والمبالغ الباهظة التي سيضطر المواطن لدفعها مقابل إصلاح سيارته بين الفينة والأخرى لذات السبب ، وغيرها من الحالات المختلفة التي لحق بها الضرر نتيجة لتلك الحفر .
ختاما نحتاج إلى حل جذري من أمانة المنطقة وإدارة الطرق والنقل بعسير لهذه المشكلة لأنها أضحت محل انزعاج الكثيرين وتضررهم منها إلى جانب إسهامها في تشويه أبها كوجهه سياحية يرغب الكثير في زيارتها من أماكن مختلفة كل عام .