محبة الله تعالى ينطوي تحتها عدة أمور اولها محبة الله تعالى ثانيها محبة ما يحب الله وثالثها الحب في الله ورابعها الحب مع الله وهذا النوع هو محبه شركية
تبقي المحبة الطبيعية وهي ميل الانسان إلى مايلائم طبعه وحاجته كحب العطشان للماء،والجائع للطعام،ومحبة النوم والزوجة والولد وهذه لاتذم إلا إذا الهت عن ذكر الله وعبادته.
فـمن منا لا يحمل في صدره حبّاً ..قلّ او كثر بل ان جميع الكائنات لديها من المحبة ما يجعلها تحن الى صغارها وتكتنف كبارها .
قال تعالى ((ومن الناس من يتخذ من دون الله انداد يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله))[البقرة :165]
نخلص الى ان المحبة غريزة في قلب كل انسان وان الله سبحانه اودعها في قلوبنا ولكن لابد ان تكون محبتنا اولا لله سبحانه محبة تجعلنا نعبده ونذكره كل حين ونعبده عبادة ترضيه عنا قال ابن قيم الجوزية في كتابه ( الجواب الكافي لمن سال عن الدواء الشافي ) فصل (المحبة أصل كل دين حق أو باطل) .
(أغلب ما ذكر من المحبة في حق الله ما يليق به , وهو العبادة والانابة ونحوها .
والمحبة لها اثار وتوابع ولوازم وأحكام , سواء كانت محمودة أو مذمومة , نافعة او ضارة من الوجد, والذوق والحلاوة والشوق والانس , والاتصال بالمحبوب والقرب منه , والانفصال عنه والبعد عنه , والصد والهجران , والفرح والسرور , والبكاء والحزن وغير ذلك من احكامها ولوازمها .
والمحبة المحمودة هي : المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه وآخرته , وهذه المحبة هي عنوان السعادة
و الضارة : هي التي تجلب لصاحبها ما يضره في دنياه واخرته وهي عنوان الشقاوة .
ومعلوم ان الحي العاقل لا يختار محبة ما يضره ويشقيه , وانما يصدر ذلك عن الجهل والظلم فان النفس تهوى ما يضرها ولا ينفعها , وذلك ظلم من الانسان لنفسه , إما بان تكون جاهلةً بجال محبوبها بأن تهوى الشيء وتحبه غير عالمة بما في محبته من المضرة , وهذا حال من اتبع هواه بغير علم , وإما عالمة بما في محبته من الضرر لكن تؤثر هواهاعلى علمها ،وقد تتركب محبتها من أمرين اعتقاد فاسد ،وهوى مذموم ، وهذا حال من اتبع الظن وما تهوى الأنفس ،فلا تقع المحبة الفاسدة الامن جهل او اعتقاد فاسد او هوى غالب ،او ما تركب من ذلك فأعان بعضه بعضا فتتفق شبهة وشهوة ، شبهة يشتبه بها الحق بالباطل وتزين له أمر المحبوب والشهوة تدعوه الى حصول ، فيساعد على جيش الشبهة والشهوة على جيش العقل والايمان والغلبة لأقواهما .
وإذا عرف هذا فتوابع كل نوع من أنواع المحبة له حكم متبوعة ، فالمحبة النافعة المحمودة التي هي عنوان سعادة العبد توابعها كلها نافعة له ، فحكمها حكم متبوعها ، فإن بكى نفعه ، وإن حزن نفعه ، وإن فرح نفعه ، وإن انقبض نفعه ،وإن انبسط نفعه ، فهو ينقلب في منازل المحبة وأحكامها في مزيد وربح وقوة .)
_انتهى كلامه رحمه الله _
فالمسلم العاقل يجعل محبته لله سبحانه وتعالى كلها ليعتدل مساره وتكون عباداته وأفعاله وأقواله كلها موجهة لرضى المحبوب تعالى فيحصل بذلك رضاه عز وجل ويوجب له الجزاء الحسن .
بقلم منيره علي سعيد آل مرعي