لا شك أن حياة كل فردٍ منّا تحمل طابع الأهمية القصوى والخصوصية العظمى ، وأنها في عينيه مهما حاول الآخرون ازدرائها أو تهميشها تبقى جميلة وذات رونق خاص .
ويبقى السؤال الأهم والأصوب موجه لك أنت ، ما هو مدى رضاك عن حياتك ؟ وعن كيفية إدارتك لها ؟
لا شك أن الجواب على هكذا السؤال لا ينبغي له أن ينطوي في عطون مقالة عابرة أو سطور قليلة ، بل ينبغي له أن يستيقظ معك في كل صباح وتتناوله قبل أي حدث تبدأ به يومك .
وكلما طال الجواب وجرى عليه التعديل والحذف والإضافة والتهذيب كان الجواب أقرب للصحة والصوابية .
الحياة بكونها هبة ربانية للجميع تكون بداياتها متشابهة وتحمل ذات الخصائص الأولية التي تهيئ لكلٍ منا فرصة صناعة النمط الحقيقي لنيل شرف الانسانية ، ولكن يتسع الفارق بقدر اهتمام كل أحد في رسم لوحته الحياتية المتفردة وبالنموذج الذي يليق بها ، والذي يكفل تخليد نموذجه المعيشي في تاريخ العظماء أو العلماء أو سواهم ممن وضعوا بصمتهم في الوجود .
تقول الروائية توني موريسون 🙁 إذا كان ثمة كتاب تتوق حقاً لقراءته لكنه لم يوجد بعد ، فعليك أن تكتبه بنفسك ) . وبهذا أجد أن الروائية توني موريسون لو لم يكن لها عدا هذا السطر لكفى ، إذ أنه القاموس لمصطلحات الفكر الذي ينبغي له أن تبنى عليه منهجية الحياة ، وأنه الريشة التي لاعوض لنا منها لرسم لوحتنا المتفردة وبأسلوبنا الذي يميزنا .
الحياة لا يكفي فقط أن تكون فيها منتمٍ لطائفة معينة ولا تميل لفريقٍ ما ولا تنضوي تحت لواء ما ولا تخضع لمبادئٍ ما ، بل ينبغي أن تكون أنت كل هذا في شخصية واحدة تخترق الصفوف جمعاء وتقول : أنا ها هنا .