إلى كل فتاة حملت هم أمتها التي كلما قبلت بصرها في أنحائها لم تر إلا جراحاً وكلاماً ونجيعاً , إليها وهي تبكي وقد أعيتها الحيل , إليها وهي تجأر إلى الرحمن بالفرج .
إليها وهي تتمنى : ياليتني كنتُ رجلاً , لكنت في مواكب المجاهدين وصفوفهم باذلة مضحية , ياليتني لم أكُ مع القاعدين ..
إليها وهي تضج حماسة وفتوة .. وماعلمت بأن مقعدها نصر وعز وتمكين
كيف لا وهي إن صدقت النية مع الله أرجت لهذه الأمة الأشاوس البهاليل فكا نو لجراحها خير طيب ولحزنها خير مواسٍ ومُعين ..
كيف لا .. وجيل الانتصار لن يخرج إلا من يبن عِطفيها الحانيين , جيل الانتصار الذي نترقبه لن يأتي وهي على فرش منعمة وشهوات متلاحقة أكل وشرب وزينة مترفة , جيل الانتصار الذي نرقبه لن يأتي إلا حين تفرد كفيها نافضة عنها كل أدران الحياة وشقوتها , مُمسكة بكفيّ صغيرها وفارس أمتها المرتقب تلقنه التوحيد في المهد , وترضعه الشوق إلى الجهاد والاستشهاد والشوق الى لقاء الله مع اللبن .
تذكره بأمجاد أمته الذي كان , وانكسارها الذي صار , تبث في حناياه الطاهره الحميه لأجلها لأن يكون مجدد عزها الآتي وضيائها الذي سيمحو سدفة الليل البهيم , تقص عليه قصص الأبطال من صحابة وسلف وخلف , وتذكي عقله بالمعارف كُلها ..
تُعرفه بأرض فلسطين الأرض التي تتمنين الصلاة على ثراها وتحت قببها المقدسة , الأرض التي تتمنين أن لك يداً في فتحها .. هاهي اليدين كفيك غضة طرية تقول لك : الأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ؟!
إليها لتعلم أنها الجسر الأول للعبور إلى الفتح المبين والمحطة الأخيره التي تلقي الأرواح المجهدة عليها وعشاء الطريق وشُقته
إليها لتعد العدة غير متوانية زهداً وورعاً وتقوى وعلماً وحكمة وتربية
إليها وهي تعلم أنها رمز أنتصار الأمم وسبيل خذلانها
إليها : لأن عينيها لهيب وكفيها سلاح وحضنها وطن شفيف .
بقلم / هاجر بنت عبدالعزيز بن محمد التركي .
التعليقات 2
منيرة عوض سعد القحطاني
2014-11-07 في 1:18 ص[3] رابط التعليق
الدعوة أثناء الأزمات
إدارة الموقع
2014-11-07 في 7:38 ص[3] رابط التعليق
يمكنك ارسال المقال عبر ايميل الصحيفة