الخلع الولادى هو أحد الأمراض التي تصيب الأطفال أثناء الحمل أو في الشهور الأولى من عمر الطفل و -تتسبب لاحقا في العرج أوتشوه في الورك أو حق الحوض- وذلك بأن يحدث خلع جزئي أو كلي في مفصل الورك. و المرض شائع في بعض الدول و تقل نسبته في دول اخرى.لا يزال السبب الرئيسي لهذا المرض غير واضح، وتشير الدراسات إلى أن العامل الوراثي و صغر حجم رحم أو حوض المرأة قد يشكلان السبب الرئيسي للمرض أثناء فترة الحمل في حين أن العادات الخاطئة مثل لف الطفل بإحكام شديد (ما درج تسميته بالكوفلة باللهجة الحجازية) قد تشكل العامل الرئيسي لهذا المرض في الشهور الاولى من عمر الطفل.وهو يصيب الإناث بنسبة أكبر من الذكور1:6, كما أن نسبة حدوثه ,هي 1: 1000 حالة ولادة طبيعية.هو يحدث أكثر عندما يكون الطفل في وضعية الجلوس ورجليه ممدودتين أثناء فترة الحمل والولادة, ويكثر الخلع في الناحية اليسرى أكثر من الناحية اليمنى ويحدث في الجهتين بنسبة 20%
التشخيص المبكر و العلاج المناسب للمرض يمنحان الطفل الفرصة الاكبر لتجاوز هذا المرض الى بر الامان، في حين إذا لم يتم تشخيص مبكرا فإن التدخل الجراحي سيكون هو العلاج الأنسب في هذه الحالة. و يعتمد التشخيص على الفحص السريري و الموجات الصوتيه بشكل رئيسي وقد تستخدم تقنية الرنين المغناطيسي في بعض الحالات المعقدة.
أما العلاج فيكمن في وصف جبيرة خاصة للحفاظ علي الورك في وضعية التبعيد و العطف لمدة تتراوح ما بين ٩-١٢ اسبوع ثم أستخدام جبيرة اخرى لمدة ٦-١٢ أسبوع على حسب إستجابه المريض للعلاج و اذا لم ينجح هذا العلاج فان الخيار الثاني و الفعال هو وضع الطفل في بنطلون جبس في نفس الوضعية تقريبا لمدة تتراوح بين ٩-١٢ أسبوع يتم خلالها إجراء الموجات الصوتية مرة كل ٣-٤ أسابيع مع تغير الجبس . نسبة نجاح وفعالية العلاج تصل إلى أكثر من ٩٠٪ من الحالات و يكمن سر النجاح في التشخيص الصحيح و العلاج المبكر. في حين أن بعض الحالات تحتاج إلى التدخل الجراحي و لكن عادة ما يكون هنالك مشكلة اخرى قد تسببت في تعقيد الحالة مثل إرتخاء الإربطه
لدى الاطفال المصابين بمتلازمة داون.المضاعفات التي قد تحدث في حاله التأخر في العلاج قد تودي الي التحول من الخلع الجزئي الي خلع كلي مما يؤدي الى تاخر المشي لدى الطفل و العرج مما يستوجب تدخل جراحي لاعادة الورك الى وضعه الطبيعي في الحوض. التدخلات الجراحية تزيد من نسبة حدوث تآكل في راس عظمة الورك في المستقبل لا قدر الله مما يستوجب تدخل جراحي آخر لعلاج مثل هذه المضاعفات التي قد تنتهي بتغير المفصل الطبيعي بمفصل صناعي.
رسالتي الى كل أب و أم هي الطلب من طبيب الأطفال القيام بفحص الموجات الصوتيه للطفل في الأسبوع السادس و الثاني عشر بعد الولادة خاصة إذا كان هنالك تاريخ مرضي في العائلة او إذا كان الطفل انثى او إذا كان الطفل هو أول مولود للأم او إذا كان الطفل في وضع الجلوس فترة أثناءالحمل أو مصاب بمتلازمة داون. كما ينصح بفحص القدمين و اليدين جيدا في حال إكتشاف هذا المرض في الورك لوجود دراسات تأكد مصاحبة بعض التشوهات في اليدين و الرجلين لدى الطفل المصاب بالخلع الولادي.
وليد خالد طيب
طبيب مقيم في تخصص في جراحه العظام وإصابات الحوادث
مستشفى أولغا التابعه لجامعه توبنجن