إننا حين نسمع عن خطر الذنوب وعواقبها نظن أنها على الفرد فقط وليس لها علاقة بالمجتمع، ولن القرآن يخبرنا في قصة غزوة أحد عن الهزيمة التي نزلت بأهل الإيمان.
مع أن في ذلك الجيش سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار، ولكن ومع وجود سيد المرسلين إلا أن ذنوب بعض أفراد الجيش حرمت المسلمين من تحقيق الانتصار وحلول الهزيمة واستشهاد نحو سبعين وأسر سبعين آخرين.
وفي آيات سورة آل عمران توضيح وكشف فتأمل:
“إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا”
(آل عمران: 155)
فتأمل “تولوا” أي انهزموا يوم أحد.
“إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا” أي: أوقعهم في الخطيئة بسبب ذنوبهم فان ذنوبهم السابقة قبل المعركة مكنت وهيأت لإبليس أن يوقعهم في الهزيمة والتولي.
فأنظر كيف أن الذنوب السابقة تجر إلى ذنوب أخرى إن لم يتداركها صاحبها بالتوبة.
ولهذا قال الله تعالى مبيناً سبب الهزيمة: “أولما أصابتكم مصيبة قد أحببتم مثليها قلتم أنى هذا” أي : كيف تكون الهزيمة لنا ونحن أصحاب الإيمان، ومعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الله: “قل هو من عند أنفسكم”
فالانتصار على الأعداء، لا بد أن يسبقه الانتصار على النفس ومجاهدتها على تقوية الإيمان والبعد عن العصيان ليأتي النصر ويتحقق المراد من الجهاد من إعلاء كلمة الله تعالى
بقلم / منيرة ساير الحربي