كان لنا في صباح هذا اليوم موعد مع الماضي الجميل ، مع التاريخ المجيد مع الارض الطاهر المعطاءة التي عاش على ترابها ابائنا و اجدادنا فاحبتهم و أحبوها و اكرمتهم و اكرموها فتولدت قصة عشق يكتب فصولها اجيل تلو اجيل بالحب و بسخاء العطاء و الكرم المتبادل من الماخذ و المعطي ، الانسان يتفنن و يبدع في خدمتها فتتفنن و تبدع في رد الجميل بالاجمل بخيراتها الوافرة التي اكرمتهم بها فاكرموا انفسهم و اكرموا الربيع و الحللال و الكساب و المترمع و الضيف و عابر السبيل فجعل الله فيها و في خيراتها البركة و مع التحولات الاقتصادية التي طرأت على بلد الخير بلدنا في العقود الماضية و اصبح لدى المواطن في هذا الجزء الغالي الزراعي من المملكة العربية السعودية سيولة نقدية ما جعله يوفر مستلزمات العيش لحياته مما يستورد من الارزاق و هذا ما تسبب في ابتعاد المزارع عن مزرعته و خاصة مزارع البر التي تتميز بها منطقة رجال الحجر و التي كانت زكاتها مصد دخل مهم لمالية الدولة في بداية عهد الدولة السعودية الثالثة حيث كانت تفوق الزكاة في مجملها الستة ألاف فرق و الفرق يساوي اثنى عشر صاع و كان في تلك الازمنة يسخر جلها لدعم حملات توحيد المملكة و تسيير أمور الدولة في هذا الجزء من وطننا الغالي و هذا الكم الكبير من الزكاة يدل ان الناس كانو يولون الزراعة اهتمام كبير و أن الارض خصبة و معطاءة غير ان هذا الاهتمام تضاءل في العقود الاخيرة خلال الطفرة المعيشية التي مر و يمر بها الوطن ، و رجال المبادرات من بللسمر لحظوا ان العلاقة بين الانسان و الأرض آخذة في التدني الى درجة أن النشئ الجديد لم يعد يهتم حتى بمسميات ارض ابائه و اجداده فتخذوا مبادرة سموها مهرجان بر بللسمر من اجل تشجيع الانسان بالعودة الى ارضه و الاهتمام بها و بزراعتها و الاستفادة مما توفره الدولة اعزها الله من صنوف الدعم للمزارعين فاقاموا مهرجان سنوي تعرض فيه كل اصناف البر الذي يزرع في منطقتهم و من خلال هذا المهرجان يكرم المزارعين المتميزين في محاصيلهم و جودتها فلهؤلاء الرجال من بللسمر و كل مسؤولين الادارات الحكومية و على رأسهم رئيس المركز الذين ساهموا بجهدهم و مالهم فائق الاحترام و الاعجاب و التقدير و الشكر العظيم على مبادرتهم هذه التي أعادت للارض و للزراعة شيئ من حبها و الاهتمام بها .
جديد الأخبار
جديد المقالات
(0)
(0)وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://shown-sa.com/articles/archives/160328
للمشاركة والمتابعة
