يتطاحن الحزب الجمهوري والديمقراطي في مرحلة ماقبل الانتخابات الرئاسية الامريكية وتطاحنهم هذه المره اشبه بتطاحن القبائل لاتطاحن الاحزاب فالقيم الحزبية التي تعظم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية توشك ان تطغى عليها القيم القبلية التي تميل الى الانغلاق والتفرد ومصادرة الرأي الاخر وان كان هناك قيم قبلية جميلة كالحمية والتكاتف والتعاون الا انها هنا خارج سياق المقارنة .
فالجمهوري الذي اتخذ من الفيل رمزا لقوته والديمقراطي الذي يرمز لصبره بالحمار سيدخلان الانتخابات الامريكية وقد جمع كل منهما مئات الملايين من الدولارات عن طريق التبرعات لتمويل حملتيهما الانتخابية دون ان يفرضا ريالا واحدا على ارملة او مسكين بينما لازالت القبائل تجمع تمويلها ونصاتها بطرق بدائية ادت الى تفتيت النسيج الاجتماعي وتخلخله
والحمار والفيل سيجندلان اعتى الانظمة ويعلقان عطيب الضرايب برقبته كما فعلا في عدد من الدول دون ان يتبجحا انهما لطامة الغاوي ولاشرابة الدم الاحمر .
وستقوم امريكا عن طريق حزب الفيل اوحزب الحمار باطعام مليارات الافواه في العالم ضمن برنامج المساعدات المشروطة اوالاغاثة والتبرعات الانسانية دون ان يخرج علينا احدا منهم ويدعي انهم ذباحة الحيل او جابري عثرات الكرام او الذين يصب على ايمانهم السمن .
كل ماذكرناه كوم والكوم الاخر هو مايعقب هذه الانتخابات من ترفع المنتصر وتسليم المهزوم ليس هذا فحسب وانما يسعى المنتصر الى استقطاب منافسة وتعيينه في ثاني منصب في الدولة كخطوة اولى من خطوات الحفاظ على تماسك القبيلة الجمهورية والديمقراطية ووحدة القبيلة الام امريكا قبل ان ينخرط الجميع في البناء دون اقصاء او تهميش .