روي أن موسى عليه السلام سُئل عن أعلم الناس في عصره فقال: أنا.
فأوحى الله إليه: “إنّ أعلم منك عبداً لي عند مجمع البحرين” فأحب موسى الرحيل له وقال لفتاه يوشع بن نون: (لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أوأمضي حقبا) أي لا أزال سائراً إلى مجمع البحرين ولو أمضيت في السير إليه حقباً من الزمان. وقداختُلف في معنى (حقباً) فقيل ثمانون سنة وقيل الزمن الطويل وقيل غير ذلك.
والمراد من إيراد هذه القصة أن موسى عليه السلام حدد له هدفاً (الإلتقاء بالعبد الصالح) ثم بذل الأسباب المشروعة من أخذ الطعام والخادم ثم أصر على تحقيقه وعدم الإنصراف عنه ولو أنفق في سبيل ذلك الوقت الطويل.
وأنت أخي حدد لك هدفاً ثم استعن بالله ولا تعجز عن تحقيقه فإن للنجاح متعة تنسيك مشقة الوصول إليه، وإياك والتسويف والكسل فقد سئل ابن الأحنف بن قيس عن عدم كونه كأبيه فقال: أخرني الكسل.
ولم أرَ في عيوب الناس شيئاً كنقص القادرين على التمام