الأذان للصلاة في عصرنا الحاضر جرى عليه تغيرات عن وقت مضى ساده الود والأحترام والحياء بين أفراد مجتمعه المتكاتف وحديثنا عن الماضي العريق فيحضر الجماعة لأداء صلاة الفجر مفتاح يومهم فيصلي الأغلبية ولا يعلم من بجانبه من الظلام إلا لجتمع طاري أو كان وقت الصلاة صيفاً وبحرم المسجد وعند وضوح ضوء القمر أو ولوج نور الصبح وتنفسه وكذلك الحال لصلاة العشاء.. فلذا المنافقين لا يحضرون تلك الصلوات لثقلها عليهم ولأن المجتمع لا يدرك الحضور إلا أوقات الصلوات الأخرى فكان يرفع الأذان بدون مكبر مستعملاً منارة مرتفعة أو من أمام المسجد أومن على سطح المسجد.. ويطبق المؤذن سنن الأذان وتختلف نبرات الأصوات بحسب المقامات المختلفة بحسب البيئة ما بين النجدي والحجازي والجبلي.. التي افتقدها اليوم الكثير من المؤذنين كما عم داخل بعض أسوار البلدات والمدن الطواف الذي يطوف وينادي بالسحور (مكة_المدينة_جدة..) لقرب وقت الإمساك ويسمى (مسحرتي..) ويعتمد في الأوقات على الزوال والغروب وبيان الخيط الأبيض من الأسود بدقة متناهيه مبتعداً عن التوقيت الاكتروني الحديث وعند أعلان دخول شهر رمضان فيتم أطلاق أعيرة نارية تنتقل من مجتمع لمجتمع لإعلان دخول شهر رمضان ولا يصل الخبر لبعض المجتمعات إلا أوقات الضحى فيمسك الناس لإتمام الصوم وسبب ذلك لعدم وضوح الرؤية من ضباب أو غبار(ولم تكن الإذاعة وجدت_ الراديوا_) وفي المدن الكبرى يتم أطلاق ضربات المدافع لأعلان الإفطار من القلاع المرتفعة ليجتمع الكل لتناول وجبة الإفطار الصحي بما يعرف اليوم في الزراعة العضوية معتمدين على الأوقاف وما يقدم الأهالي لإكرام المسافرين والجماعة والضيوف وتعقد الصلوات فلا تسمع إلا هدوء للقراءة داخل المساجد أو في حرام تلك المساجد فلا تسمع إلا صوت ينبع من أصله بلا تفرعات فيعيش المجتمع في ليالي وأيام جميلة هادئة بسيطة يعمها الفرح فلا تكلف عند الأفطار بل إذا وجد ما يؤكل فنعمة كبيرة وأوقات الصلوات الأخرى يقضونها في مزارعهم وأعمالهم وأغلب اجتماعهم في صلوات المغرب والفجر وقد يجتمعون أوقات الأمطار وبعض الأيام للجلوس بعد الصلاة للتندي(ناديهم) بعض الوقت وتداول العلوم وما يسري من أخبار في المجتمعات المجاورة..
أنت تعيش مع مجتمع إذا أنقطع المطر يجتمع الكل الرجال والنساء والأطفال والبهائم للصلاة خارج القرية فيؤدون صلاة الأستسقاء وطلب الغيث وعند نهاية الصلاة يطبقون السنة ثم يمد الجميع أيديهم يقسمون بأنهم لا يحملون حقد وغل بعضهم على بعض فلا يأتي أغلب وقتهم إلا والأمطار تنهمر والرحمة تنسكب فتعم الفرحة وتعج القرى بالحمد والشكر..
وصلاة الأعياد لا تختلف فيسلم الكل على بعضهم البعض ويسيرون جماعات يسلمون ويعادون بعضهم بعض فلا غيض ولا خصام بينهم وأغلبهم لا يعود لبيته إلا وقت الظهر أو العصر لأن مجموعة من القرى تجتمع في صعيد واحد..إلا وقت عيد الأضحى فيؤدون صلاة العيد ويسلمون ثم يتجهون لبيوتهم لذبح الأضاحي ثم يجتمعون كل وجبة لكل بيت دول يتم تحديده.. ولقانون العادات والتقاليد ضبط اجتماعي مميز والذي جاء الإسلام مؤيد له لمنع الخصومات وتنكيل المخطي فلا نكال إلا برفع الخصام ونشر المحبة فإذا حضر الناس للصلاة والاجتماع للصلح في المسجد أو حرم المسجد أو مكان في البيئة المحيطة أو مجلس معين.. فلا مجاملة لأحد فيقول الحق بلا لاويا ونفاق ويفرض الحق للحق ولا يرضى أن يعين ظالم لأخذ حق محق فلا تعجب من هدؤ صلاتهم وصلاح أنفسهم وصدق منطقهم وجمال مساجدهم وبساطتها فكانت حجارة وطين وبساطه من وحي بيئتهم واليوم نختلف تماماً عن الماضي الجميل فكيف لنا أن يعود أسلوب حياتهم الحضاري العريق بصفاء النواى وتركها لرب البرايا.
ونختم بشعر الأمير محمد بن أحمد بن محمد السديري رحمه الله :-
لا خاب ظني بالرفيق الموالي
مالي مشاريه على نايد الناس
لعل قصرٍ ما يجيله اظلالي
ينهد من عالي مبانيه للساس
لا صار ماهو مدهل للرجالي
وملجا لمن هو يشتكي الضيم والباس
بحسناك يا منشي حقوق الخيالي
يا خالق اجناسٍ ويا مفني اجناس
تجعل مقره دارس العهد بالي
صحصاح دوٍ دارس ما به اوناس
البوم في تالي هدامه يلالي
جزاك يا قصر الخنا وكر الادناس
متى تربع دارنا والمقالي
وتخضر فياض عقب ماهيب يباس
نشوف فيها الديدحان متوالي
مثل الرعاف بخصر مدقوق الألعاس.