مليون أمل.. جائع

إدارة الموقع

إقرأ المزيد

انفطر قلبي على ما حدث للأطفال في «مجزرة الغوطة»، بينما اشتطتُ غضباً وتعجباً على كل من رأى هذه الجثث وما زال يتنازع ويتحدّى ويتبادل الشتائم على المواقع الالكترونية حول ما إذا كان هؤلاء الأطفال قد قتلوا بسلاح كيماوي.. أم تمّ حقنهم به!! في رمضان الماضي شعرت أيضاً بذات الانفطار في قلبي حين حصل نزاع بين اللاجئيين السوريين في تركيا لحظة توزيع الطعام في مخيم «كيليس»، مما اضطر السلطات التركية لاطلاق قنابل مسيلة للدموع تسببت في حالات اختناق لعدد من الأطفال وأهاليهم الصائمين الذين كانوا يشتكون أصلا من عدم كفاية وجبة الافطار، وذلك في ظل ظروف معيشية صعبة تمتزج بحرارة الجو وصيام الشهر الفضيل.
نحتاج إلى التعامل مع الأزمة السورية بمضاعفة عدد المساعدات والتبرعات وإلا سنكون مضطرين إلى المشاركة في «حملة لتوريد الأكفان لضحايا الثورة السورية» التي صدمني وجودها على الـ «فيسبوك»، وذلك لمساندتهم بكفن يسترون به شهيدا قتل غدرا وهو في بيته، أو ظلما في زنزانته.
الموجع أن المتحدث باسم «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، يشير إلى أن كل ١٤ ثانية يوجد لاجئ سوري واحد، منهم مليون طفل معظمهم تحت سن ١١ عاماً.
إذن.. مليون أمل من الجيل الذي من المفترض أن يبني سوريا المدمرة من جديد، مليون أمل أو طفل يصلون في حالة من الصدمة والخوف على حياتهم، ويُعاني العديد منهم من الجُروح والتعب والجوع والأمراض.
لجأ هؤلاء الأطفال مع ذويهم إلى حيث يظنون أنهم أكثر أمناً من بلادهم، إلاّ أن هروبهم هذا لم يضع حداً لمعاناتهم حتى داخل المخيمات التي عملت خصيصاً من أجل انقاذهم من القصف والقتل والمذابح. ورغم الجهود الجبَّارة للمُفوضية، إلا أن هذه الجهود غير كافية ولم تصمُد أمام العجز المالي الذي تعاني منه، وحتى عند اطلاقها لنداء الاستغاثة.. فلم يتم لحدِّ الآن جمع أكثر من ٣٨٪ فقط من المبلغ المطلوب لسدِّ الاحتياج. يمكننا التبرع عبر الموقع الالكتروني للمفوضية كجهة آمنة لزكواتنا، فلا يزال هؤلاء الأطفال بحاجةٍ إلى مساعدتنا، لأنهم عرضة لخطر العمل القسري والاستغلال الجنسي والإتجار بالبشر. أتمنى أن نتذكر ذلك حين نداعب أطفالنا، وحين نرسلهم إلى المدارس بداية العام بشنط جديدة وملابس جديدة ومستقبل جديد.