لم ينجوا من رياح التغيير احد ! فسرعان ما طالت الوسط الفني ، لتعصف على غير العادة بتلك الطبقة ، فبوحدة تتبعثر أوراق تاريخ هرم الأغنية العربية ، لتسقط الورقة تلو الأخرى ، فقد اختار لنفسه محمد عبده نهاية متواضعة ، بيد الفن الهابط . استرقت النظر لبرهة لإرضاء فضولي الجامح ، الذي دعاني لمشاهدة انهيار إحدى تلك القمم ، كغيري ممن تستهويهم مشاهد السقوط المدوي .
ليفاجئني الظهور الخجول في تقديم تلك المهزلة الفنية ، وكأنه يقول ( سنين مرت وماأدى عن الأيام) فلم يسعفه شبابه الآفل للحاق بايقعات صاخبة ، ولم يسعفه جسده الذي تدب في أجزائه الشيخوخة للتمايل مع الفتيات الممتلئات بحيوية المراهقة ، ليبدوا بينهم وكأنه جد بين أحفاده .
يتسارعون نحوه للأخذ بيده مخافة السقوط . ومع كل تلك المحاولات أبى محمد عبده الا ان يسقط ، فبوحده !! انزلق من أعين محبيه الى مستنقع الفن الرديء
لتودعه رياح التغيير باحثة عن قمة أخرى تعبث بها ، ليبقى أبا نوره ( بوحده ) لوحده .
twitter:@alshlia