التعليم رسالة سامية ومبدأ حتمي ليعيش الإنسان بكامل قوته الحياتية للتغلب على ويلات الحياة وعقباتها ، فإذا أردت أن تعرف رقي الشعوب ونفوذها فلا تلتف إلا الى المعرفة وما يخالجها من تقدم وحضارة، ومملكتنا الزاخرة بالعارفين والمميزين أولت التعليم والعلم كل الإهتمام ،ورصدت له الأموال والكفاءات وسعت الى ملئ الفراغ الماضي الذي كان يأن من الوحدة لبقائة بلا معلمين من أبناء هذا البلد وقد أتت الفرصة مشمرة عن ساعديها طاردة أبناء (الكرفتة) وجيران النيلين !فاتحة ذراعيها للشماغ والعقال وإن أردت بلا عقال! أتى العهد الذي سيتغير فيه كل شيئ حتى (الصبورة) تعولمت بتبختر وتحضر وكأن القاعة فطعة من السينما المحرمة! يالها من بشرى تثلج الصدر ولا تقتله! فالوطن سينعم بمربين أفذاذ! ومعلمين رحماء بلاعصا ولا يأتون الى المدرسة بسيارة تشبه (صخرة في أسفل الوادي) ! إنه خبر رائع لأولياء الأمور فسيسهل التخاطب مع المعلم السعودي ليس معلم (شاورما)طبعا”أومع والده إن لزم الأمر! عندها ستتدخل الشهامة والقهوه العربية الأصيلة وسيدخل شيخ القبيله (والمفطحات) وإن لزم الأمر ستفتح القصور على مصراعيها من أجل طالب أبى إلا أن يشاهد مباراة فريقة المفضل في ليلة حصاده ولكنها ليلة سوداء فقد هزم فريقه هزيمة نكراء فنام من الحسرة والقهر حينها أصبح الصباح وذهب إبننا البار الى المدرسة فلم يتذكر شيئا في قاعة الإمتحان سوى إمتحان فريقه الصعب وسقوطه حينها سيتدخل الخيرين!… ولكن في المقابل نجد من أولياء الأمورمن يتحسرعلى معلمي أبناء( الضيعة)ويتذكرون من أتى من عمان!. فهناك فرق صحيح أن الطالب حينهالا يعرف إلا عندما يقترب منا من حالة التشويه و (التلطيش) و (الرفس ) بكافة أنواعه ولكنه على الأقل يسمع ويطيع وينصت ويحترم الكبير.نعم إنها الحقيقة فلو أتت المقارنة بكامل عظمتها ! سينتصر السابقون بكل جدارة فالطالب الآن لايسمع إلا (الكيك وأخواته) ولا ينصت إلا لسيد( يوتيوب وأصدقائه) ولا يحترم إلا الجد (قوقل) حتى وهو في حضرة الأستاذ (الأبهه )ستجده غارق في بحر (الجوال) المربي! ولكن لا تتوقف المسخرة عند الطالب (الغلبان) فالإستاذ (الفنان) شريك في الضياع إلا ما ندر( لكي لانكون مجحفين بحق معلمين مخلصين)، فالمعلم الفاضل ! قد لا يجد متسع من الوقت حتى للتحضير للدرس القادم بسبب شح الوقت فقد تكون الأسهم العزيزة أشغلته، أو الحسناوات المعجيات اللاتي يتمنون إلتفاتته ولو صدفة! بسبب وسامته التي (تخر) وقد يكون معلم الجيل ومربيه وظابط إيقاعه ! مشتت في العمل الخيري! وغيرالخيري فلا يستطيع أن يثبت في مكانه المتسع لكل شيئ فهو( يلهث )ولا يستريح من أجل عمل الخير وسحقا” لطالب التربية فأهله( سيتولونه) ! اولإن معلمنا الموقر لا يهتم بالجيل القادم لعدة أسباب منها فقدانه لإبسط أساسيات الفكر والثقافة فهو أتى( بالبرشوت ) للتربية والتعليم إما بالسيدة واسطة الغير محترمة والواسطة لمن لايعرفها ! هي أن يكون هناك رابط بين من يعرف ومن لايعرف من أجل أن يعرف من لايعرف ! فالسيد معلم لم يعرف إلا أنه سيأتي للمدرسة من أجل أن يفبض على الألوف رافعا” قدميه على الطاولة فاتحا” فاه للجهل والحقارة المستحبة !لإن (فاقد الشيئ لايعطيه) والإكتراح الأكثر إلحاحا”هذه الأيام خصوصا”! لماذا لايختبر الأخ قبل أن يكون معلما” في أساسيات الحياة وهل هو مدرك لما يجري! بدلا” من إستدرار ملكته في الحفظ كالببغاء! وأخيرا” لابد من وقفة نراجع فيها أنفسنا هل سنتغير أم سنبقى ننظر الى الأعلى بخجل !
بقلم / حسن بن ابراهيم البريدي